تصريح المجتمع الأمريكي لعلم الوراثة عن نظريّة التطوّر والحركة الخلقيّة
شعار المجتمع الأمريكي
لعلم الوراثة
Genetics Society of America – GSA
يعتقد بعض الخلقيين، من
العرب وغير العرب، أنّ علم الوراثة بشكلٍ أو بآخر يُهدّد نظريّة التطوّر أو
يُعارضها. ما لا يفهمه هؤلاء الأشخاص هو أنّ أسس علم الوراثة الحديث مرتبطة بشكلٍ
كبير بالفهم التطوّري لعلم الأحياء. وتاريخيًا، أكثر العلماء إسهامًا في شرح
ودراسة الوراثيّات كانوا مؤيّدين لنظريّة التطوّر – وهذا التّعميم يشمل مكتشفي
تركيبة جزيء الـDNA،
فرانسيس كريك وجيمس واتسون. هنا، سنستعرض تصريح المجتمع الأمريكي لعلم الوراثة (Genetics Society of America - GSA) لموقفه من نظريّة التطوّر والحركة الخلقيّة. المجتمع الأمريكي لعلم
الوراثة هو أحد أهمّ المجتمعات العلميّة المختصّة بدراسة الأنماط الوراثيّة عند
الكائنات الحيّة، كما أنّه يضمّ أكثر من 5000 آلاف عالم وباحث.
============ بداية التصريح ============
المجتمع الأمريكي لعلم
الوراثة (Genetics Society of
America – GSA) يدعم تعليم الطلاّب علم الوراثة، وبالتّالي
يشعر أنّه من المهم أن يعبّر عن رأيه بما يتعلّق بتدريس نظريّة التطوّر في المدارس
الإبتدائيّة والثّانويّة. المجتمع يدعم وبشدّة تعليم النّظريّة، وذلك لأنّ علم
الوراثة وعلم التطوّر هما فرعين علميّين متقاربين ومتشابكين بشدّة. في الحقيقة،
نظريّة التطوّر من الممكن أن تُلخّص على أنّها علم الوراثيّات السكّانيّة (Population Genetics)
عبر الزّمن. بعض النّاس ما زالوا معارضين لتعليم نظريّة التطوّر في المدارس "لأنّها مجرّد نظريّة". هذه المعارضة مبنيّة على فهمٍ خاطئ لمفهوم النّظريّة
العلميّة. في الإستعمال العام، "النّظريّة" تعني "الحدس" أو "التّخمين". ولكن في
الإستعمال العلمي، النّظريّة تعني جسمًا علميًّا منظّمًا وممنهجًا والذي بإستطاعته
أن يُفسّر مجموعة كبيرة من المُشاهدات ويُقدّم توقّعات قابلة للإختبار.
العلم يعمل أوّلاً
بالمشاهدة ومن ثمّ بتطوير فرضيّة كتفسير أوّلي للمعلومات. النّظريّة العلميّة هي
فرضيّة تمّ التأكّد من صحّتها عن طريق معلومات وافرة ومتناغمة تمّ التحصّل عليها
من الإختبارات التي تعرّضت لها الفرضيّة. على سبيل المثال، النّظريّة الذريّة تشرح
سلوك المواد الفيزيائيّة من حيث خصائص الجسيمات الأوّليّة (الذرّات) واتّحاداتها
(الجزيئات). هذه النّظريّة تشرح عددًا كبيرًا من المشاهدات لدرجة أنّها مقبولة على
أنّها أساس لكلّ علم الكيمياء.
نظريّة التطوّر بالإنتخاب
الطّبيعي هي أيضًا فرضيّة تمّ التأكّد منها بنفس الصّورة، إذ أنّها طُوّرَت عن
طريق أبحاث مستمرّة وفهم لعدّة مجالات من علوم الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، وعلوم
الأرض. وانطلاقًا من ذلك، نظريّة التطوّر معرّضة للتّغيّر كما أنّه يتمّ تحسينها
بشكلٍ مستمرّ كلّما ظهرت أبحاث ومعلومات جديدة. بدون نظريّة التطوّر، سنُضطّر إلى
تجاهل – وبشكلٍ كامل – الكثير ممّا نفهم عن مجالات علميّة مثل الوراثة، علم
النّبات، علم الحيوان، علم المستحاثّات، وعلم الإنسانيّات.
"فرضيّة الخلق العلميّة"، "التّصميم الذّكي"، وغيرها من المصطلحات تمّ عرضها على أنّها تفسيرات بديلة
للعمليّات البيولوجيّة القديمة والحاليّة. ولكن، هذه الفرضيّات تمثّل مجموعة من
المعتقدات المبنيّة غالبًا على تفسيرٍ حرفيّ لكتبٍ دينيّة ولذلك هي أقنعة لعقيدة
دينيّة، وليست نظريّات علميّة. هذه المعتقدات تتجاهل المعلومات التّجريبيّة التي
تحيط بنا كما أنّها فشلت في تقديم فرضيّات قابلة للإختبار. بناءً على ذلك، ولأنّ
هذه الرّؤى البديلة لم تُقدّم تفسيرات قابلة للإختبار للتّاريخ البيولوجي، لا
يُمكن إعتبارها نظريّات علميّة وليس من المفروض أن تكون جزءً من المنهاج العلمي في
المدارس. إنّها ملائمة أكثر كدروس في الأدب، علم الإجتماع، أو الدّين.
بما أنّ التطوّر هي
النّظريّة العلميّة الوحيدة التي تشرح التّاريخ البيولوجي للحياة وبما أنّ المجتمع
الأمريكي لعلم الوراثة (GSA) يدعم تعليم علم الوراثة
للطلاّب، المجتمع هنا يؤيّد تعليم حقائق ونظريّة التطوّر في كلّ المستويات، وهذا
يشمل المدارس الإبتدائيّة والثّانويّة.
============ إنتهى التّصريح ============
المصادر:
“Policy Statements Evolution.” Genetics Society of America. N.p., n.d. Web. 22 May 2013.
“Genetics Society of America.“ Wikipedia. Wikimedia Foundation, 20 Mar. 2013. Web. 22 May 2013.